من أقلام العراق وكركوك مروان إبراهيم العاني (أبو عبد الله) مسيرة صحفي من خندق الحقيقة إلى ميادين التعايش والسلام المصدر   قتيبة الحميد

من أقلام العراق وكركوك مروان إبراهيم العاني (أبو عبد الله) مسيرة صحفي من خندق الحقيقة إلى ميادين التعايش والسلام
     المصدر 
 قتيبة الحميد
في قلب العراق حيث تتشابك المكونات وتتشكل هوية وطنية فريدة بزغ قلم شجاع لم يُجامل في الحق ولم يتوقف يوماً عن الحفر في صخور الواقع ليصنع من الحبر سلاحاً لمواجهة الظلم والتطرف إنه الصحفي العراقي مروان إبراهيم خليل إبراهيم العاني المعروف بـ (أبو عبد الله) أحد أبرز أقلام كركوك وأحد المدافعين عن المهنية والإنصاف والتنوع في بلدٍ أنهكته الانقسامات لكنه لم يُفقده الأمل
الميلاد والبدايات
ولد مروان العاني عام 1978 في كركوك تلك المدينة التي تعكس في تركيبتها الديموغرافية تنوع العراق بأكمله ومنذ سنوات الإعدادية كان شغفه بالصحافة جارفاً يتردد على مكتب وكالة الأنباء العراقية (واع) في مدينته بإصرار متأثراً ومستلهمًا من والده أحد الصحفيين العراقيين المخضرمين الذي كان له الدور الأول في تعليمه المبادئ الأولى لمهنة المتاعب
لم يكن دخوله إلى جامعة بغداد – كلية الإعلام الذي تخرج منها عام 1998/1999 محض صدفة بل كان تتويجاً لطموح متراكم ليحصل على شهادة البكالوريوس في الصحافة بتقدير امتياز ويبدأ رحلته مع الكلمة من داخل قاعات العلم إلى صخب الميادين
مهنة من نار وكلمة من نور
في جريدة الزوراء انطلقت أولى خطواته المهنية الحقيقية حيث أشرف على تطوير أدواته الصحفية أساتذة كبار مثل الدكتور لقاء مكي والدكتور طه جزاع وداود الفرحان ورحيم مزيد وعلي الشريفي، فتعلّم فنون التحقيق الصحفي والتقارير المعمقة لاسيما في الملفات الصعبة المرتبطة بوزارات الدولة كالتعليم العالي والداخلية والأوقاف
ثم انتقل إلى الصحافة اليومية والأسبوعية في كركوك وهناك ذاع صيته ليُصبح لاحقاً عضوًا في أبرز المنظمات الصحفية نقابة الصحفيين العراقيين اتحاد الصحفيين العرب اتحاد الصحفيين الدولي واتحاد المصورين العرب وليُمنح لاحقًا لقب مدير تحرير ويشغل منصب رئيس فرع كركوك لنقابة الصحفيين العراقيين
منذ اكثر من عام ..
بعد التغيير الكبير الذي شهده العراق عام 2003 خاض مروان العاني تجربة مهنية غنية في وسائل إعلام محلية وعربية ودولية بينها الزمان الواشنطن بوست النيويورك تايمز والوكالة الفرنسية (AFP) لم يكن مراسلاً عادياً بل مراسلاً حربياً وميدانياً ناقلاً الحقيقة من مواقع الخطر ملامساً وجع الناس وراصداً انتهاكات الجماعات المتطرفة
والارهابية والتصارع والتعايش ولم تخلُ مسيرته من الأخطار فقد نجا من محاولة اغتيال عام 2007 بسبب تحقيق نشره عن إعدامات ارتكبتها القاعدة فيما أصيب ابنه عبد الله بجروح ثم في عام 2011 انفجرت سيارة مفخخة قربه خلال تغطيته لتفجير إرهابي ما أدى لفقدان 40% من سمعه
نحو خطاب الوحدة والتعايش
على الرغم من أهوال المهنة لم تفتر عزيمته في الدفاع عن التنوع العراقي كان من أوائل الصحفيين الذين نشروا أخبار ومواقف أبناء المكوّن المسيحي في العراق وخاصة الكاردينال لويس ساكو في محاولة لكسر النمطية ومحاربة خطابات الكراهية شارك في مؤتمرات الحوار بين المكونات العراقية العرب الكورد التركمان والكلدان الآشوريين مؤمناً أن كركوك لا يمكن أن تنهض إلا بجميع أبنائها
ويقول بفخر عائلتي تمثل عراقًا مصغّرًا يضم كل الطيف القومي والإثني العراقي في أرقى صوره الوطنية حضور دولي وتأثير في الخارج
لم تتوقف مسيرته عند حدود العراق ففي عام 2015 شارك في برنامج القيادة للزوار الدوليين (IVLP) في الولايات المتحدة حيث التقى مسؤولين في البيت الأبيض وزارة الخارجية والكونغرس كما أجرى مقابلات مع شخصيات بارزة كالسفير لقمان فيلي
كما كانت له مشاركات في برامج وورش تدريبية نظمتها بعثة الأمم المتحدة في العراق معهد الحرب والسلام ومراكز أبحاث أميركية تناولت الشأن العراقي حيث قدّم خلالها مقترحات لحلول سياسية وأمنية وركّز على أهمية إعمار كركوك وخلق بيئة تنموية جامعة
المسؤولية الرسمية
يشغل حالياً منصب مدير الإعلام والاتصال الحكومي في محافظة كركوك إلى جانب مسؤوليته في نقابة الصحفيين وهي مسؤوليات لم تُغَيب قلمه عن الصحافة بل منحته فرصة أوسع للدفاع عن مدينته وقضاياها وتطلعاتها ومدافعا عن الصحفيين واسس مع زملاء مبنى يعد احد معالم كركوك اليوم فهو الرجل الذي لا يرد طلبا ولا يهمل اتصالا وكل شي يقول له سيكون خيرا اعلى اسم الصحفي وهويته في جميع المؤسسات
صديق واخ للجميع ..رقم في معادلة كركوك وصورتها ..
خاتمة
مروان إبراهيم العاني ليس مجرد صحفي هو سيرة عراقية حقيقية تشبه نهر دجلة في جريانه المستمر رغم العوائق عاش الخطر وواجه الموت وكتب بدمه قبل قلمه فكان الصوت الذي
لا يهدأ في ميادين الإعلام والوطنية والتعايش أما كركوك فهي في قلبه كما يقول دائماً أرضي ووطني وحبي وعشقي فهو يجمع بين شموخ القلعة ومرتفعات كركوك ومساحات الخضر في الحويجة وأجراس الكنائس انه ابن العراق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *