السابع من أكتوبر… يوم الإرادة وثبات المقاوم ادهم البهادلي✍️

السابع من أكتوبر… يوم الإرادة وثبات المقاوم

ادهم البهادلي✍️

في السابع من أكتوبر، لم يكن ما جرى حدثاً عابراً، بل كان زلزالاً سياسياً وعسكرياً أعاد تعريف مفهوم القوة والإرادة. في ذلك اليوم، أثبتت المقاومة الفلسطينية أنّها ليست مجرد فصيل يقاتل في أرض محاصرة، بل مشروع تحرري متكامل يستمد جذوره من عمق التاريخ وشرعية الحق، ويستمد طاقته من إيمانٍ لا يتزعزع بعدالة القضية .
لقد شكّل هذا اليوم تحوّلاً مفصلياً في مسار الصراع، حيث تمكّنت المقاومة من كسر هيبة الكيان الصهيوني الذي طالما ادّعى أنه “لا يُقهر”. أثبتت المعركة أنّ العقيدة والإصرار والإيمان بالمبدأ أقوى من كل ترسانات السلاح والتكنولوجيا، وأن الشعوب إذا آمنت بحقها وقدّرته، فإنها قادرة على قلب موازين القوى مهما كانت الظروف قاسية.
لكنّ السابع من أكتوبر لم يكن يوم فلسطين وحدها، بل كان يوم المقاومة الجامعة، حيث تلاحمت الأصوات والبنادق من غزة إلى بيروت، ومن صنعاء إلى بغداد.
في العراق، تجدد العهد بأنّ دماء المقاومين هناك هي امتداد لدماء الشهداء في القدس وغزة. وفي اليمن، دوّى النداء من جبال الصمود: نحن مع فلسطين قلبًا وسلاحًا. أما في لبنان، فقد تجلت أسمى صور الوفاء والعزّة في موقف السيد حسن نصر الله، الذي جسّد بصلابته وحكمته مدرسةً متفرّدة في الإخلاص والتضحية.

لقد كانت تضحيات السيد نصر الله شاهدًا على عمق الإيمان بخطّ المقاومة ووحدة مصيرها، فحين قدّم روحه قربانًا في سبيل المقاومة، حان ايمانًا ووعدا صادق نحو الحرية. ذلك الموقف النبيل لم يكن مجرّد قصة، بل عقيدة راسخة في وجدان كل مقاوم يرى في نصر الله رمزًا للتجرد من الذات في سبيل الأمة.

هذا التلاحم بين قوى المقاومة لم يأتِ صدفة، بل هو ثمرة وعيٍ عميق بوحدة المصير، وإدراكٍ بأنّ المعركة مع الكيان الصهيوني ليست معركة حدود أو جغرافيا، بل معركة وجود وهوية وكرامة.
لقد شكّل السابع من أكتوبر يومًا للمقاومة الواحدة، حين التقت البندقية الفلسطينية مع الموقف العراقي، والبيان اليمني، والميدان اللبناني، في جبهةٍ واحدة عنوانها: التحرير آتٍ لا محالة.

إنّ هذا اليوم سيبقى شاهدًا على أن الأمة التي توحّدها المقاومة لا يمكن أن تُهزم، وأنّ فلسطين لم تعد وحدها في الميدان، بل خلفها محورٌ متماسكٌ من الأحرار يؤمن بأنّ زمن الهزائم قد ولّى، وأنّ زمن التحرير قد بدأ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *