نهاية القضية الفلسطينية حلم الدولة ضحية الإعتراف بها هادي جلو مرعي

نهاية القضية الفلسطينية
حلم الدولة ضحية الإعتراف بها
هادي جلو مرعي

كنت أتخوف بالفعل من رد الفعل الإسرائيلي الأمريكي من الدعوات المتكررة للإعتراف بدولة فلسطينية، وكانت الإنطلاقة من عديد الدول الأوربية التي شهد البعض منها جدلا واسعا بخصوص قرار الإعتراف في حال أعلنت تلك الدولة خلال الأسابيع المقبلة فالعقلية الإسرائيلية وعلى المستوى الديني ترفض إقامة أي كيان يهدد وجودها، مع الإيمان الكامل بأهمية إنهاء حماس، والسيطرة الكاملة على غزة، وإجتياح الضفة، أو قضمها تدريجيا.
القرار الإسرائيلي بالسيطرة على قطاع غزة خطير للغاية، وربما تكون دعوات الإعتراف بدولة فلسطينية سببا مباشرا في محاولة حكومة نتنياهو لسد الطريق على أي محاولة لإقامة دولة قوامها الضفة الغربية، ومن شأن السيطرة على القطاع أن تنهي روح المقاومة المسلحة خاصة وإن السلطة الفلسطينية في رام لانية لديها لا الآن، ولا في المستقبل في مقاومة الإحتلال وبالتالي فقضم الضفة الغربية لنهر الأردن، أو إحتلالها هي الأخرى سيكون في غاية السهولة، مع التدمير الشامل الذي مارسته إسرائيل في غزة، والإجتياحات المتكررة لمناطق في الضفة الغربية.
ستجد إسرائيل، ومن خلفها الولايات المتحدة إنه لامناص من السيطرة على غزة والضفة لقطع الطريق على دعوات الإعتراف بدولة فلسطينية مزمعة، وستقوم واشنطن بدعم تل أبيب في قرارها، وستزودها بالأسلحة والمعدات اللازمة لتحقيق التفوق الدائم، وضمان أن لايكون هناك تهديد من أحد سواء في الداخل الفلسطيني، أو من دول الجوار العربي والإسلامي، وهذا يعني إن الفاعل الدولي في ورطة، فما قيمة الإعتراف بدولة لن تعلن، ولامقومات لإعلانها، وهل يستطيع أحد أن يمنع إسرائيل من السيطرة على غزة والضفة؟
حين سيندفع الجيش الإسرائيلي نحو القطاع والضفة فلاأحد سيبادر بالتصدي له، ولن تكون هناك مواقف دولية حقيقية تمنع ذلك مايعني أن السلوك الغربي، والإعلان عن إمكانية الإعتراف بدولة فلسطينية سيكون سببا في قرارات إسرائيلية صادمة، وسيكون حلم الدولة ضحية للإعتراف بها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *