الفبركات الصوتية
لنضع الشعب والساسة جميعهم في السجن
هادي جلو مرعي
تجاوز الصراع السياسي من تسخيف إنجازات لم نر مثلها لعقود الى فبركات صوتية هدفها كل من يساعد على بناء العراق وتمكينه ليكون دولة بالفعل، وليس مؤسسة نفعية لحساب البعض وفقا لمصالح وإعتبارات ضيقة للأسف.
آخر تلك الفبركات كان ضحيتها السياسي يزن الجبوري، وسبقتها لشخصيات كان الهدف منها واضحا للقدح بقناة رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، الجبوري قال في تصريحات إن هذه المسرحيات الصوتيه لاتعود له والصوت لم يكن صوته، وأضاف إنه ليس مستشارا لرئيس الوزراء،
كما وسبق أن قالها مرارا على الفضائيات.
إن الصوت ليس صوته لأنه من محافظة صلاح الدين،ويمكن لأي أحد يريد أن يعرف الحقيقة أن يلاحظ أن نبرة صوت الكومبارس في المونولوج الذي عرض على إنه تسجيل تختلف تماما، فلا كلمة “خوية” من صلاح الدين و لا الرتم الواحد في الحديث الذي يبدو و كانه الي او كلمات متصلة ببعض يبدو طبيعيا حتى بدون تحليل.
وقد يكون الدافع هو الإنتخابات والمنافسة التي يعمد البعض بسببها الى سلوكيات غير قانونية..
الضربات ؟
ولأن السوداني لم يبعث على فترة من الرسل، وليس من كتاب الإنجيل يبعث على التفاؤل من خلال شيء من الإعمار والبناء، والتأسيس لبنية تحتية إقتصادية لايمكن أن تبدو نتائجها في خلال ليلة ويوم، بل تحتاج لبعض الوقت، فليس من المنطقي أن تشن حرب شعواء ضده.. ولأننا لسنا من فريقه، ولسنا من الطامعين بالتقرب منه، ولابنيل العطايا، ولا مرافقته في سفرة.. فقد سافرنا لعواصم ودول لم يصلها، ولن يصلها، ولكننا نريد بناء دولة، وليس وضعها في قمقم زعامات تريد تعطيلها، وإبقائها في مكانها لتحقيق المكاسب والمنافع، والبقاء في الواجهة الى أن تحين مقابلة عزرائيل، وحينها تجيء سكرة الموت بالحق، وهذا ماكنت منه تحيد، وكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد.
حرب ما يسمى تسريبات ليست أخلاقية، وتفتقد الى الشرف، وينبغي أن لاتذاع بقصد التسقيط والتشهير والإبتزاز الذي راج في العراق الى الحد الذي جعلنا نقول: إن المسؤول لايخاف الله، بل يخاف المسؤول الأعلى منه رتبة، والمبتز الذي يهدده بالتشهير والتسقيط عبر برامج التلفزيون والمنصات الوسخة. وبيسر يمكن أن يوظف الذكاء الإصطناعي لجعلها مسلمات، وإذا كان من ضرورة لجعل تلك التسريبات قاعدة ومعيارا لتفصيل الأشياء والحكم عليها فلنضع كل الساسة وأفراد الشعب في السجن. فنحن أهل الثريد، والقول الفريد الذي تعج به الهواتف النقالة، ومعلوم أن العراقي حتى حين يمدح فهو يستخدم الشتيمة، ويتوعد ويتهدد، ويحكي كل شيء، وربما قام بإنقلاب عبر الواتساب وشكل حكومة وعطل الدستور والبرلمان وبطح الديمقراطية، وينبغي أن تكون هناك ضوابط قانونية وتقنية لمحاربة الفساد، وليس الفساد كأداة بيد فاسد ليشهر ويبتز ويخوف من أجل المنافسة والحصول على المنصب والبقاء فيه.